الأعسال السامة في التاريخ
يعود استعمال نحل العسل في الحروب إلى العصور الرومانية حيث كانوا يقذفون قفار النحل بالمنجنيق على أعدائهم، واستعملت قفار النحل لرد المهاجمين عن القلاع المحصنة في العصور الوسطى وصولاً إلى الحرب العالمية الأولى وحرب فيتام.
وهنالك تاريخ طويل لاستخدام العسل السام في الحروب فقد وصف أحد فلاسفة اليونان زيتون سنة 400 قبل الميلاد عواقب تناول العسل السام على الجنود اليونانيين العائدين من حملة على الامبراطورية الفارسية الذين وقعوا على قفار تحل مليئة بالعسل في ما يعرف اليوم بتركيا. فسلبوا منها العسل، ففقد الجنود الذين تناولوا العسل وعيهم وانتابهم القيء والاستطلاق. وبعد ذلك استعمل العسل السام في هذه المنطقة لصد الجيش الروماني المتقدم لغزو الأناضول.
وقد قام الأهالي بترك جرار من العسل قديمة على طول الطريق الذي كان يسلكه الجيش الغازي فلما تناول الجنود العسل فقدوا وعيهم فانقضوا عليهم وهزموهم شر هزيمة. ويعد المصدر النباتي للعسل السام في الشرق الأوسط هو الوردية.
ثمة إشارات عدة إلى الأعسال السامة في الولايات المتحدة، أقدم هذه الوثائق تتحدث عن وفاة طفل في مدينة فيلادلفيا سنة 1970 م بعد تناوله العسل. وهنالك وثائق عن حالات أخرى تعود إلى أيام الحرب الأهلية الأمريكية ما بين عامي 1840م و 1860م. أحدث هذه الوثائق وُجد في ولاية فرجينيا، فقد شعر أحد مربي النحل بوعكة صحية بعد أن تناول بعض العسل من مزرعته، وانتهى به الأمر طريح فراش المستشفى لمدة 6 أيام. أدت هذه الحالة إلى تحليل العسل فوجد أنه يحتوي على مركبات تؤثر في الجهاز العصبي، تتسبب بأخطار شديدة على الصحة إذا كان مستواها مرتفعاً، وحدد المصدر الزهري بأنه الغار الجبلي Kalima Latifolia .